
الدين الإسلامي دين الرحمة والتراحم، والعفو والتسامح، والحفاظ على حقوق الآخرين، والمعاملة الحسنة ونبذ العنصرية، وفي حديثٍ للرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّما بُعِثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق".
قال -تعالى-: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).[٤]
كما أجمع جمهور علماء الفقه الإسلامي أن التسامح ليس فرض، ولكن ما هو واجب وفرض هو اللين والملاطفة في التعامل واسترداد الحقوق.
يمكنك تطبيق التسامح في حياتك اليومية من خلال التفاهم والتعاون مع الآخرين، والاحترام المتبادل، وتجنب الانغلاق العقلي والتحيز.
العفو فعل خارجي يتمثل في إسقاط العقوبة أو الإنتقام بعد وقوع الإساءة، ويتطلب العفو هنا موقفًا محددًا يتم من خلاله التغاضي عن العقوبة.
العفو والتسامح لهما أثر كبير وإيجابي على المجتمع، ويؤديان إلى تحسين العلاقات الإنسانية وتقوية الروابط الاجتماعية، وفيما يلي أبرز آثار العفو والتسامح في المجتمع:
قال تعالى: لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .
في التسامح والعفو والصفح عن الآخرين سبيل لنيل مرضات الله عزّ وجلّ.
يُسهم العفو والتسامح في تحسين العلاقات بين مختلف الجماعات الدينية والثقافية في المجتمع، فمن خلال تقبل الإختلافات الدينية والثقافية والتسامح معها يمكن للأفراد من خلفيات متنوعة التعايش بسلام، ويُعزز ذلك من التفاهم المتبادل ويقلل من التعصب والكراهية.
العفو لا يعني التخلي عن العدال بل يُسهم في إصلاح العلاقات وتحقيق العدالة بشكل أعمق، فعندما يتجاوز الشخص عن الخطأ بهدف الإصلاح، فإنه يُساعد المخطئ التسامح والعفو على إدراك خطأه والتوبة، وبذلك يُسهم في تعزيز القيم الأخلاقية وتحقيق العدالة بشكل بناء.
حيث كان يعيش ويحيا مع المسلمين وغيرهم ويمارس حياته اليومية وتعاملاته من خلال أخلاقه الحميدة التي كانت تتسم بالتسامح واللين.
يترتب عليه انتشار البركة، وبلوغ التقوى وزيادة الإيمان والرضا.
قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثلاثٌ والذي نفسي بيدِه إنْ كُنتُ لحالفًا عليهنَّ: لا ينقصُ مالٌ من صدقةٍ فتصدقوا ولا يعفو عبدٌ عن مظلمةٍ إلا زاده اللهُ بها عزًّا يومَ القيامةِ ولا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح نور اللهُ عليه بابَ فقرٍ).
أخذ مفهوم التسامح حيزاً هاماً من تفكير الفلاسفة على مرِّ العصور، ولعلَّ دوافعهم تجاه وضع تعريف منصف له هي إيمانهم بأهمية التسامح في المجتمعات وفوائد التسامح التي يجنيها الأفراد المتطبِّعون بهذه الخصلة، وفيما يأتي نضع بين أيديكم اجتهادات الفلاسفة في تعريف مفهوم التسامح: